دور المرأة المتكامل: نحو مجتمع متوازن ومزدهر                                      (شهادة عراقية من قلب الواقع)

المرأة العراقية ليست مجرد شريكة في الحياة، بل عمودها إذا انهار، انهار كل شيء.
هي التي وقفت في الحروب، وربّت في الغياب، وعلّمت من بين الركام.
من التي كانت توزع الخبز مع الفجر في أزقة بغداد؟
من علّمت أجيالاً في مدارس الجنوب رغم الحصار؟
ومن صمدت في نكبات الحروب والتهجير والخذلان، وخرجت أقوى مما كانت؟نحن لا نتحدث عن دور "مكمل"، بل عن دور جوهري، تأسيسي، لا يمكن تجاهله.


في كل بيت عراقي، هناك أم صابرة صنعت رجلاً ناجحاً،
وزوجة شريكة أبقت الأسرة متماسكة رغم كل العواصف،
وابنة مثقفة، تقود حلم عائلة بأكملها نحو مستقبل جديد.هل نذكر كيف كانت النساء العراقيات في الستينات والسبعينات؟
أكاديميات، مهندسات، طبيبات، قاضيات.
لم يكنّ فقط حاضرات، بل مؤثرات.


بلقيس شرارة في العمارة، نزيهة الدليمي في السياسة،
وحتى في النضال، أسماء لا تُنسى.لكن أين نحن اليوم؟
ما الذي جعل تمثيل المرأة مجرد ديكور سياسي؟
ولماذا تحوّلت الكفاءة إلى شعار مهمل في زحمة المحاصصة؟المرأة العراقية ما زالت هناك. تعمل، تحلم، تصبر، تناضل.
لكن المجتمع لا يزال يخذلها مراراً:
حين يُقصي صوتها من مواقع القرار،
وحين يُربط شرف العائلة بجسدها لا بعقلها،
وحين يُحاصر طموحها بـ"عيب" و"ما يصير".هل أنتم مستعدون لمجتمع مزدهر فعلاً؟
ابدأوا بتمكين المرأة العراقية كما تستحق، لا كما يُسمح لها.
وفروا لها الأمن، التعليم، الفرصة، والثقة.
واسألوا أنفسكم: كم من وطن يُبنى على ساق واحدة؟العراق لن ينهض إلا حين تستعيد المرأة العراقية دورها كاملاً،
لا فضلًا من أحد، بل استحقاقاً خالصًا.

وليد الجنابي

http://www.example.com/foo.html 2018-06-04